إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليــــه
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:08 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34

وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليــــه



وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليــــه وسلــــــم


الســــــــــلام عليكــــــــم ورحمـــــــــة اللـــــــــه وبركاتــــــــه

اخوانى الكرام
سوف نكون معا فى امور حذر النبى صلى الله عليه وسلم منها فكونوا معى

التحذير من السبع الموبقات
عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال :" اجتنبوا السبع الموبقات "
قالوا : يا رسول الله وما هن ؟
قال : "الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، واكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " .

وهذا حديث مهم ، حذر النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الموبقات السبع ، والموبقات : المهلكات . ونأتي على ذكر كل واحدة من هذه المعاصي باختصار فنقول :

أولا :الشرك بالله
فأكبر الكبائر " الشرك بالله تعالى " وهو نوعان:
أحدهما : أن يجعل لله ندا ويعبد معه غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك ، وهذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله تعالى .
قال الله عز وجل : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) . ومن مات مشركا ـ والعياذ بالله ـ ، حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.

قال تعالى : " أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار " . والآيات في ذلك كثيرة . فمن أشرك بالله مات مشركا فهو من أصحاب النار قطعا ، كما أن من أمن بالله ومات مؤمنا فهو من أصحاب الجنة إن عذب بالنار .
ومن الشرك الأكبر : الذبح والنذر لغير الله .
ومن الشرك الأكبر : السحر والكهانة والعرافة .
ومن الشرك الأكبر: اعتقاد النفع في أشياء لم تشرع :كاعتقاد النفع في التمائم والعزائم ونحوها .
ومن الشرك الأكبر : الطواف حول القبور وعبادتها الاستعانة بأصحابها ، باعتقاد أنهم ينفعونهم ويقضون لهم حاجاتهم . وهكذا دعائهم ونداءهم عند حصول الكربات والمكروهات .
ومن الشرك الأكبر : تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله

والنوع الثاني من الشرك :الرياء بالأعمال كما قال تعلى :" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ". أي لا يرائي بعمله أحدا .
والرياء : هو طلب المنزلة في قلوب الناس ، من غير صدق قي نفسه ، والتكلف بفعل خصال الخير ليقال عليه كذا وكذا ، فما له في الآخرة من ثواب ، لأنه لم يقصد وجه الله .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إياكم والشرك الأصغر "
قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟
قال : " الرياء ، يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم : أذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا فنظروا هل تجدون عندهم جزاء " .
وهذا النوع من الشرك لا يخرج من الملة .
ومن الشرك الأصغر : الطيرة وهى التشاؤم ويدخل فيه التشاؤم ببعض الشهور أو الأيام أو بعض الأسماء أو أصحاب العاهات .
ومن الشرك الأصغر ـ أيضا ـ : الحلف بغير الله : كالحلف بالأباء أو الأمهات أو الأولاد ، أو الحلف بالأمانة أو الحلف بالكعبة ، أو الشرف ،أو النبي ، أو جاه النبي ، أو الحلف بفلان ، أو بحياة فلان ، أو الحلف بالولي بغير ذلك كثير : فلا يجوز .
قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ : (ترك العمل أجل الناس رياء ، والعمل للأجل الناس شرك ، والإخلاص آن يعافيك الله منهما ). اللهم عافينا منهما وأعف عنا .

ثانيا : السحر
لأن الساحر لا بد وأن يكفر .
قال الله تعالى : "ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ".
وما للشيطان الملعون غرض من تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به . قال الله تعالى مخبرا عن " هاروت وماروت " : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق " . أي من نصيب .فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما فقط ، وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم الكيمياء وعملها وهي محض السحر ، وفي عقد الرجل عن زوجته ، وهو سحر ، وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له ، أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال .
وحد الساحر : " القتل " ، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر . فليتق العبد ربه ولا يدخل فيما يخسر به الدنيا والآخرة .
عن بجالة بن عبدة أنه قال : " أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " .

ولقد أنتشر في هذا الزمان اللجوء إلى السحرة وهذا أمر محرم ، لما يترتب عليه من أضرار تصيب عقيدة المسلم ، وتصيب ماله ، وقد يؤدى الذهاب إليهم إلي ضياع الشرف انتهاك العرض .
وفي كلام الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم غنية لمن أصابه السحر ونحوه ، وعليه أن يطلب الشفاء من الله أولا ثم يلجأ ألي الأسباب الشرعية : قال العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ : " لا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ... كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فأنهم يتكلمون رجما بالغيب ...
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما " .
وقال : " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " . رواه أبو داود
ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كنمنمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها فإن هذا من الكهانة والتلبيس عل الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم . وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به السحر قبل وقوعه وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه اليهم وإتماما لنعمته عليهم .

وفيما يلي بيان للأشياء التي يتقى بها خطر السحر قبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا :
أما النوع الأول :
هو الذي يتقى به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصين بالأذكار الشرعية والدعوات والتعويذات المأثورة ومن ذلك قرأه أية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك قراءتها عند النوم ... ومن ذلك قراءة قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث (ثلاث مرات ). في أول النهار بعد صلاة الفجر. وفي أول الليل بعد صلاة المغرب . ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل .

النوع الثاني :
ومن الأدعية الثابتة عنه صلي الله علية وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيرة :
كان صلي اله علية وسلم يرقى أصحابه : " اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ".
ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل النبي صلي الله علية وسلم وهى قوله : " بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك " . وليكرر ذلك " ثلاث مرات " .
ومن علاج السحر بعد وقوعه ـ أيضا ـ وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصيب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي ، وسورة الكافرون ، وسورة الإخلاص والمعوذتين ،وآيات ـ إبطال السحر ـ التي في سورة "الأعراف " وهى الآيات رقم (117 ـ118 ـ119 ـ 120 ـ 121 ـ 122ـ ).
والآيات التي في سورة ( يونس ) وهي الآيات رقم ( 79 ، 80 ، 81 ، 82 ، ).
والآيات التي في سورة " طه " وهي الآيات رقم ( 65 ، 66 ، 67 ، 68 ، 69 ، ) .
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس " .

ثالثا : قتل النفس
وأما القتل : فالمراد به الاعتداء علي المسلم بسفك دمه . وقد ورد الوعيد الشديد علي قتل المسلم عمدا.
قال تعالى : "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ".
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم : " كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا ".
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقتل والمتقول في النار "
قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المتقول ؟.
قال : " لأنه كان حريصا علي قتل صاحبه ".
قال الإمام الخطابي ـ رحمه الله تعالى ـ :" هذا إنما يكون كذلك إذا لم يكون يقتلان علي تأويل ، إنما يقتلان علي عداوة بينهما وعصبية أو طلب دنيا أو رئاسة أو علو. فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب قتالهم بها . أو دفع عن نفسه ، أو حريمه ، فإنه لا يدخل في هذا الوعيد ، لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه ، غير قاصد به قتل صاحبه . ألا تراه يقول : " إنه كان حريصا علي قتل صاحبه " . ومن قاتل باغيا أو قاطع طريق من المسلمين ، فإنه لا يحرص على قتله ،أي يدفعه عن نفسه ، فإن انتهي صاحبه كف عنه ولم يتبعه . فالحديث لم يرد في أهل هذه الصفة ، فلا يدخلون فيه بخلاف من كان على غير هذه الصفة ، فلا يدخلون فيه بخلاف من كان علي غير هذه الصفة فإنهم المرادون منه ، والله أعلم " وعلى ما تقدم فقد توعد الله القاتل بأنواع من العقوبات :
الأولى : جزاؤه جهنم وهو اسم من أسماء النار .
الثانية : الخلود فيها يعنى : طول المقام إلى أجل لا يعلمه إلا الله .
الثالثة : الغضب : أي :غضب الله عليه .
الرابعة : اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله .
الخامسة : العذاب : على هذا الذنب الذي هو اعتداؤه على حرمة مسلم وإراقة دمه بغير حق .

رابعا : أكل الربا
قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون "
والربا : هو المال الذي يؤخذ بغير حق من المعاملات الربوية المحرمة شرعا وهو من " كبائر الذنوب "
قال تعالى : " فمن جاءوه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربى الصدقات )
وقال صلي الله علية وسلم : " الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الجل في عرض أخيه "
وقال صلي الله عليه وسلم : "الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه " .

ولا شك أن الربا متمكن في الأمة . فكثير من المعاملات يكون فيها ربا وأهلها لا يشعرون ، ولكن يفعلون ذلك تقليدا أو يفعلونه ظنا منهم أنه لا إثم فيه . فالواجب أن نبتعد عنه وألا نتعامل بالربا يحارب الله ورسوله ، ويا خيبه من أعلن حربه على الله ورسوله لأنه خاسر لا محالة . فيما أيها المرابي : اسمع إلى قول ربك وهو يناديك : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ". واسمع إلى قول رسولك وهو يحذرك وينذرك :عن عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم : " درهم ربا يأكله الرجل وهو بعلم أشد من ستة وثلاثين زنية !!" فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، واغننا بفضلك عمن سواك .

خامسا : أكل مال اليتيم
قال الله تعالى : " إن الذين يأكلون أموال اليتامى بلا سبب ، فإنما يأكلون نارا تتأجج في بطونهم يوم القيامة ".
قال السدى ـ رحمه الله تعالى ـ:" يحشر آكل مال اليتيم ظلما يوم القامة ، ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينه ، كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم ".
وقال تعالى : في شأن أموال اليتامى :"ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ". مبادرة قبل بلوغهم .
ثم قال تعالى : " ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ".

قال العلماء : " فكل ولى ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحة ، وتنمية ماله فلا بأس عليه ، وما زاد علي المعروف أربعة أقوال :
أحدها : أنه الأخذ علي وجه القرض .
والثاني: الأكل يقدر الحاجة من غير إسراف .
والثالث : أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملا .
والرابع : أنه الأخذ ـ عند الضرورة ـ فإن أيسر قضاه ، وإن لم يوسر فهو في حل .

"حكى عن بعض السلف قال : كنت ـ في بداية أمري ـ مكبا علي المعاصي وشرب الخمر ، فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت إليه وأطعمته وكسوته ، وأدخلته الحمام ، وأزلت شعئه : وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر ، فبت ليله بعد ذلك ، فرأيت في النوم أن القيامة قامت ، ودعيت إلى الحساب ، وأمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي . فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار ، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحبا إلى النار . وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق ، وقال : خلوا عنه يا ملائكة ربى حتى أشفع له إلى ربى ، فإنه قد أحسن إلى وأكرمني .
فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك .
وإذا النداء من قبل الله ـ تعالى ـ يقول : "خلوا عنه فقد وهب له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه
قال : فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل ، وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام ".
وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول : " صنائع المعروف : تقي مصارع السوء وصدقة السر : تطفئ غضب الرب ، وصلة الحم: تزيد في العمر " .

سادسا : التولي يوم الزحف
وهو الفرار من القتال عندما تتقابل الصفوف وتدور رحى المعارك ، إذا لم يزد العدو على ضعف المسلمين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة وإن بعدت . قال الله تعالى : (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت : "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين " . فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين .ثم نزلت : "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ". فكتب أن لا يفر مائة من مائتين ".

سابعا : قذف المحصنات الغافلات المؤمنات
قال الله تعالى : " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ".
وقال تعالى : " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون".
بين الله تعالى في الآيتين الأوليين أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا والفاحشة أنه ملعون في الدنيا والآخرة وله عذاب عظيم .
وعاقب الله من رمى مؤمنا أو مؤمنة بفاحشة ـ في الآية الثانية ـ بثلاث عقوبات :
الأولى : الجلد . ( فاجلدوهم ثمانين جلدة ).
الثانية : رفض الشهادة (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ).
الثالثة : الحكم عليهم بأنهم فاسقون . (وأولئك هم الفاسقون ).
قال الأمام الذهبي ـرحمه الله تعالى ـ : " والقذف : أن يقول لامرأة أجنبية حرة عفيفة مسلمة : يا زانية ، أو يا باغية ، أو يا قحبة ، أو يقول لزوجها : يا زوج القحبة ، أو يقول لولدها : يا ولد الزانية أو يا ابن القحبة . أو يقول لبنتها : يا بنت الزانية أو يا بنت القحبة . فإن القحبة عبارة عن الزانية ، فإذا قال ذلك أحد من رجل أو امرأة لرجل أو لامرأة كمن قال لرجل : يا زانى ، أو قال لصبي حر : يا منكوح ... وجب عليه الحد ثمانون جلدة ، إلا أن يقيم بينه بذلك .

والبينة كما قال الله : أربعة شهود ، يشهدون على صدقه فيما قذف به تلك المرأة أو ذاك الرجل ، فإن لم يقم بينه جلد إذا طالبته بذلك التي قذفها أو إذا طالبه بذلك الذي قذفه ، وكذلك إذا قذف مملوك أو جاريته بأن قال لمملوك : يا زانى أو لجاريته يا زانيه أو يا باغية أو يا قبحة ، لما ثبت في " الصحيحين "

عن رسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال :"من قذف مملوك بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال " . وكثير من الجهال واقعون في هذا الكلام الفاحش الذي عليهم فيه العقوبية في الدنيا والآخرة ، ولهذا ثبت في "الصحيحين " عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما بين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والغرب " . وقانا الله شر ألسنتنا بمنه وكرمه " .

فيا أيها العاصي : " المقيم علي الخطايا والعصيان ، التارك لما أمر به الرحمن ، المطيع لغوى الشيطان ، إلى متى أنت على جرمك مصر ؟!، ومما يقربك إلى مولاك تفر ؟!، تطلب من الدنيا ما لا تدركه ؟! وتنبغي من الآخرة بما لا تملكه ؟! لا أنت بما قسم الله لك من الرزق واثق ، ولا أنت بما أمرك به لاحق ؟! الموعظة لا تنفعك ، والحوادث لا تردعك ، ولا الدهر يردعك ، لا داعي الموت يسمعك ، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا ، وكأنك لا تعود نسيا مفقودا ، فاز والله ـ المخففون من الأوزار ، وسلم المتقون من عذاب النار ، وأنت مقيم علي كسب الجرائم والأوزار

جزاكم الله كل الخير

صورة






السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الأحد مايو 30, 2010 2:14 pm، عدل 2 مرات

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:10 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34
[center] [/center]
[center] التحذير من الغـــــش

عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال :" ما هذا يا صاحب الطعام ؟ "
قال : أصابته السماء يا رسول الله .
قال :"أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ، من غشنا فليس منا"
الغش مرض ملعون . . إذا تخلل جسم مجتمع تآكلت أطرافه . . وتصدع بنيانه . .وكان عاقبة أمره خسرا . فالغش لا يظهر إلا في مجتمع أصابه اعتلال في الضمير . . وضمور في الإيمان ؟ وحقيق بمن هذا حاله أن يطرد من صفوف المؤمنين : " من غشنا فليس منا " . إنه إعلان حرب على الضمائر الفاسدة . . والنفوس الغفنة . . التي لا تراقب ربها سرا ولا علانية . إنه تحذير لكل من تسول له نفسه الخبيثة غش المسلمين وخداعهم وأكل أموالهم بالباطل . فهل من عاقل ؟ ! . "ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العلمين ". إن المكر والخديعة ، والخيانة في النار !

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من غشنا فليس من ، والمكر والخداع في النار " .
فأين يذهب هؤلاء . . والله رقيب عليهم . . وكتابهم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . . " وكل صغير وكبير مستطر " .
أخي المسلم : ودائرة الغش واسعة . . ولها عدة أشكال وألوان ، منها :
1 ـ غش الإمام الرعية :

عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد يسترعيه الله عز وجل رعية يموت يوم ، وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة " . وعن رواية : " فلم يحطها بنصحه لم يرح رائحة الجنة " .

2ـ الغش في البيع والشراء والميزان :

ويشمل كل بيع وشراء . . ولا يتوقف على الطعام والراب وفقط :
فعن أبى سباع ، قال : اشتريت ناقة من دار " واثلة بن الأسقع رضي الله عنه " ، فلما خرجت بها أدركني يجر إزاره
فقال : اشتريت ؟
قلت : نعم .
قال : بين لك ما فيها ؟
قلت : وما فيها ؟ إنها لسمينة ظاهرة الصحة .
قال : أردت بها سفرا أو أردت بها لحما .
قلت : أردت بها الحج .
قال : ارتجعها .
فقال صاحبها : ما أردت إلى هذا أصلحك الله تفسد على ؟
قال : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لأحد أن يبيع شيئا إلا بين ما فيه ، ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه " .
نعم يا سيدي ، فالمؤمنون ، فالمؤمن بعضهم لبعض نصحة وادون وإن بعدت منازلهم وأبدانهم ، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاونون وإن اقتربت منازلهم وأبدانهم .
مر أبو هريرة رضي الله عنه بناحية " الحرة " فإذا إنسان يحمل لبنا يبيعه فنظر إليه أبو هريرة فإذا هو قد خلطه بالماء !! فقال له أبو هريرة : كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة خلص الماء من اللبن ؟!
وخرج النبي صلي الله عليه وسلم إلى السوق فرأى طعاما مصبرا فأدخل يده فيه فأخرج طعاما رطبا قد أصابته السماء فقال لصاحبه : " ما حملك على هذا ؟ ".
قال : والذي بعثك بالحق إنه لطعام واحد .
قال : " أفلا عزلت الرطب على حدته ، واليابس على حدته فتتبايعون ما تعرفون من غشنا فليس منا " .
وروى أحمد والبزار والطبراني : مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بطعام وقد حسنه صاحبه فأدخل يده فيه ، فإذا الطعام رديء، فقال : "بع هذا على حدة فمن غشنا فليس منا " .
وقال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول : "اتق الله وأوف الكيل والوزن ، فإن المطففين يوقفون حتى أن العرق ليلجمهم إلى أتصاف آذانهم " .
وكان " بعض السلف " يقول : " ويل لمن بحبة يعطيها ناقصة جنة عرضها السماوات والأرض ، وويح لمن يشترى الويل بحبة يأخذها زائدة " .
قال تعالى : " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناي لرب العالمين " .
قال الأمام السدى :" قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له "أبو جهينة " ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر ، فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية " .
قال بعضهم : " دخلت على مريض وقد نزل به الموت ، فجعلت ألقه الشهادة ولسانه لا ينطق بها فلما أفاق قلت له : يا أخي ، ما لي ألقنك الشهادة ولسانك لا ينطق بها ؟!
قال : يا أخي لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها !
فقلت له : بالله أكنت تزن ناقصا ؟
قال : لا والله ، ولكن ما كنت أقف مدة لأختبر صحة ميزاني ! "

عن "مالك بن دينار " قال : " دخلت على جار لي ، وقد نزل به الموت ، وهو يقول : جبلين من نار ، جبلين من نار
قلت : ما تقول ؟
قال : يا أبا يحيى ، كان لي مكيالان أكيل بأحدهما وأكتال بالآخر .
قال مالك : فقمت ، فجعلت أضرب أحدهما بالآخر! .
فقال : يا أبا يحيى ، كلما ضربت أحدهما بالآخر ازداد الأمر عظما وشدة ، فمات في مرضه ! ! " .
أخي : ولو تأمل الغشاش الخائن الآكل أموال الناس بالباطل ما جاء في إثم ذلك في القرآن والسنة لربما انزجر عن ذلك أو عن بعضه ، ولو يكن من عقابه إلا قوله صلي الله عليه وسلم :" إنه لا دين لمن لا أمانة له " .
وقوله صلي الله عليه وسلم : " لا تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن من أين اكتسبه وفيما أنفقه ،وعن علمه ماذا عمل فيه " .
وقوله صلي الله عليه وسلم : " من اكتسب في الدنيا مالا من غير حله وأنفقه ، في غير حقه أورده دار الهوان ، ثم رب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة
يقول الله :" كلما خبت زدناهم سعيرا " .
وقوله صلي اله عليه وسلم ـ في الحديث الذي رواه ثوبان ـ : " يؤتى يوم القيامة بأناس معهم من الحسنات كأمثال جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعلها الله هباء منثورا ثم يقذف بهم في النار " .
قيل : يا رسول الله كيف ذلك ؟
قال : " كانوا يصلون ويركزون ويصومون ويحجون غير أنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه فأحبط الله أعمالهم " .

فتأمل ذلك أيها الماكر المخادع الغشاش الآكل أموال الناس بتلك البيوعات الباطلة . والتجارات الفاسدة تعلم أنه لا صلاة لك ولا زكاة ولا صوم ولا حج كما جاء عن الذي لا ينطق عن الهوى ، وليتأمل الغشاش بخصوصه قوله صلي الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا " يعلم أن الغش عظيم وأن عاقبته وخيمة ، فإنه ربما أدى إلى الخروج عن الإسلام والعياذ بالله تعالى ، فإن الغالب أنه صلي الله عليه وسلم لا يقول ليس من إلا في شيء قبيح جدا يؤدى بصاحبه إلى أمر خطير ويخشى منه الكفر . وليتأمل الغشاش ـ أيضا ـ لا سيما التجار والعطارون وغيرهم ممن يجعل في بضاعته غشا يخفي على المشترى حتى يقع فيه من غير أن يشعر ولو علم ذلك الغش فيه لما اشتراه بذلك الثمن أصلا .

والأحاديث في الغش والتحذير منه كثيرة مر منها جملة فمن تأملها ووقفه الله لفهمها والعمل بها انكف عن الغش وعلم عظيم قبحه وخطره ، وأن الله تعالى لا بد وأن يمحق ما حصله الغاشون بغشهم. فعن أبى هريرة رضي الله عه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " إن رجلا حمل معه خمرا في سفينة ، ومعه قرد قال : فكان الرجل إذا باع الخمر شابه بالماء ثم باعه قال : فأخذ القرد الكيس ، فصعد به فوق الدقل . قال : فجعل يطرح دينارا في البحر ، ودينارا في السفينة حتى قسمه ".
فالسعيد من وعظ بغيره . . والعاقل من اتقي الله تعالى وعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع على النقير والفتيل والقطمير " ولا يظلم ربك أحدا " .

3ـ الغش في الامتحان :
الغش في الامتحان . . مرض العصر . . ووباء الوقت . . الذي عم وطم . .
واعتقد الناس حلالا !! واستندوا لمعاذير أوهي من بيت العنكبوت ، مع أن مفاسده لا تخفي على ذوى العقول القويمة . . والفطر السليمة ، فمن مفاسده :
· إعانة الطالب على الانحراف ، وتشجيعه على الإهمال ، والاعتماد على الغير .
· فقدان الثقة في المدرس " القدوة " الذي سهل له طريق الغش .
· تخريج دفعات " فاشلة " لا ترفع للأمة رأسا .
· إعانة الطالب على التهاون بالمدرسة والدراسة والقائمين عليها .
· مساواة الطالب المجتهد بالطالب الفاشل . . وهذا يهز ميزان العدالة في الأرض .
· إعانة المدرس على إهمال الشرح طوال العام ، معتمدا على غش الطالب أخر العام ، وغير ذلك من المفاسد .

ولا يلتفت لقول بعض الجاهلين :" المساواة في الظلم عدل " .. فالمساواة في الظلم ، أظلم الظلم . . وليت شعري ، كيف يكون الظلم عدلا ؟ !!
وفي الحديث : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
وقال ابن مسعود : " لا يكن أحدكم إمعة ، يقول : إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أساءت . . ولكن وطنوا أنفسكم ، وإن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فاجتنبوا إساءتهم" .
فتوى لفضيلة الشيخ / عطية صقر ـ رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ـ " :
سئل فضيلته :
ما حكم الدين في محاولات الطلاب للغش أثناء الامتحانات ، وهل يجوز للملاحظين أن يساعدوهم نظرا لصعوبة الامتحان ؟ .
الجواب :
" من المقرر أن الغش في أي شيء حرام ، والحديث واضح في ذلك " من غشنا فليس منا " رواه مسلم ، وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة ، فالذي يغش ارتكب معصيتة والذي يساعده على لكل الغش شريك له في الإثم ، ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش ، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره ، والدين لا سوى بينهما في المعاملة ، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهذه التسوية . قال تعالى : " أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " .

وبخصوص العلم قال : " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " . وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع ، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق ، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين التي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها وهو ضياع للأمانة ، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف . والذي تولى عملا يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته ، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك ، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ، وقد يصدق عليه قول الله تعالى : " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم " .

وإذا كان قد أدي عملا فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل ، وليس مرتبطا بقيمة المؤهل ، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة ، وما وراء ذلك فهو حرام " .

صور ومواقف من ورع الصالحين
وعلى السطور القادمة . . نقدم نماذج مضيئة من حياة الصالحين وورعهم :
محمد بن سيرين صاحب الضمير اليقظ قال الذهبي : " وقد وقف على ابن سيرين دين كثير من أجل زيت كثير أراقه ، لكونه وجد في بع الظروف فأرة !! ".
أبو بكر الثقفي .. صحابي جليل
عن الحكم بن الأعراج ، قال : " جلب رجل خشبا ، فطلبه زياد ـ أمير البصرة ـ فأبي أن يبيعه ، فغصبه إياه ، وبني صفة مسجد البصرة . قال : فلم يصل أبو بكر فيها حتى قلعت !!" . يا رجال . . إلى هذا الحد تخالفون ؟! ولم لا ؟! ألستم أصحاب رسول الله ؟! قال طاووس : " مثل الإسلام كمثل شجرة ، فأصلها الشهادة ، وساقها كذا وكذا ، وورقها كذا ـ شيء سماه ـ وثمرها الورع ، لا خير في شجرة لا ثمر لها ، ولا خير في إنسان لا ورع فيه " .
كهمس : العابد الورع
قال الذهبي :" قيل : أن كهمسا سقط منه دينار ، ففتش ، فلقيه ، فلم يأخذه ، وقال : لعله غيره !!" .
مجمع التيمى : آية في الورع
قال سفيان بن مسعر :" جاء مجمع التيمى بشاة يبيعها ، فقال :إني أحسب أو أظن في لبنها ملوحة " . هكذا كانوا يتعاملون . . استقامت قلوبهم فقومت جوارحهم .
قال سيفان ـ رحمه الله تعالى ـ :" عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا ، وعليك بالورع يخفف الله حسابك ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك " .

أخي المسلم :
هذه بعض أحوال الصالحين في "الورع " . . كانوا يعلمون أن الدينار والدرهم أزمة المنافقين ، بها يقادون إلى السوءات . وكانوا يعرفون أن أبناء الدنيا يرضعونها ، لا ينفطمون عن رضاعها فأخذوا حذرهم منها . . وتركوها قبل أن تتركهم . فكن أخا الإسلام على طريق القوم . . وبهداهم اقتده . عن جندب بن عبد الله ، قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل ، فإن أول ما بين من الإنسان بطنه " .

بارك الله فيكم


صورة
[/center]



السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الأحد مايو 30, 2010 2:22 pm، عدل 2 مرات

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:12 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34
[center][/center]
[center]التحذير من الغلو في الدين
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله علية وسلم غداة العقبة وهو علي ناقته:(القط لي حصى ). فلقطت له سبع حصيات هن حصى الحذف ، فجعل ينفضهن في كفة في كفة و يقول : (أمثال هؤلاء فارموا ، وإياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ).

أخي المسلم : الغلو في الدين آفة قديمة في جميع الأمم السابقة ، وقد كانت هذه الآفة الخطيرة سببا لهلاكها كما قال صلي الله علية وسلم :(فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) .من أجل ذلك جاءت الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية محذرة من هذه الآفة .. ومبينة ما يترتب على الغلو من أضرار ..

فمن الآيات :
قولة تعالى : (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )
قال تعلى : (قل يا أهل لكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل )
وجاء في (صحيح البخاري ) (كتاب الاعتصام بالسنة ) :(باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع )، لقولة تعالى :( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق )
قال الحافظ ابن حجر :(التعميق ـ فهو بالمهمة وبتشديد الميم ثم قاف ـ ومعنا التشديد في الأمر حتى يتجاوز الحد فيه ).
وقال : (وأما الغلو المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد ، وفيه معنى التعمق ) .
وقال تعالي : ( وكذلك جعلنا كم أمة وسطا ).
قال الإمام ابن الجوزىـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية : ( وأصل ذلك أن خير الأشياء أوسطها ، والغلو والتقصير مذموما ، وذكر ابن جبر الطبري أنه من التوسط في الفعل ، فإن المسلمين لم يقصروا في دينهم كاليهود ، فإنهم قتلوا الأنبياء وبدلوا كتاب الله ، ولم يغلوا كالنصارى ، فإنهم زعموا أن عيسى ابن الله !!)
ومن الأحاديث :
فالأحاديث التي حذرت من الغلو ونهت عنه كثيرة ، منها :
قوله صلي الله علية وسلم : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا . قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في الشرح الحديث : (المتنطعون ): أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم
وروى البخاري وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله علية وسلم يسألون عن عبادة النبي صلي الله علية وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي صلي الله علية وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر !.
قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا .
وقال الأخر : وأنا أصوم الدهر أبدا ولا أفطر .
وقال الأخر : وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا !!.
فجاء رسول الله صلي الله علية وسلم إليهم فقال : ( أنتم الذين قتلهم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر ، وأصلى وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فلي منى )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت علي ( خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية ) وكانت عند (عثمان بن مظعون ) ، قالت : فرأى رسول الله صلي الله علية وسلم بذاذة هيئتها ، فقال لي : (يا عائشة ما أبذهيئة خويلة !).
قلت : فقلت يا رسول الله امرأة لها زوج يصوم النهار ويقوم الليل ، فهي كمن لا زوج لها ، فتركت نفسها وأضاعتها .
قلت : فبعث رسول الله صلي الله علية وسم إلى (عثمان بن مظعون )، فجاءه فقال : (يا عثمان أرغبه عن سنتي ؟ ).
فقال : لا والله يا رسول الله ، ولكن سنتك أطلب .
قال : ( فإني أنام وأصلي ، وأصوم وأفطر ، وأنكح النساء ، فاتق الله يا عثمان ، فإن لأهلك عليك حقا ، وإن لضيفك عليك حقا ، وإن لنفسك عليك حقا ، فصم وأفطر وصل ونم )
وفي رواية :(يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا ، أفمالك في أسوة؟ فوالله إني أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده ).

وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (إن مما أتخوف عليكم رجل قرأن حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ).
قال : قلت : يا بنى الله أيهما أولى بالشرك المرمى أو الرامي ؟
قال : (بل الرامي )

وعن جابر بن عبد الله ، قال : كان رسول الله صلي الله علية وسلم بالجعرانة "موضع قرب مكة وهو يقسم التبر " الذهب والفضة قبل أن يصاغ" والغنائم، وهو في حجر بلال، فقال رجل: أعدل يا محمد! فإنك لم تعدل!!!.
فقال:" ويلك ومن يعدل بعدى إذا لم أعدل ؟".
فقال عمر : دعني يا رسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق .
فقال رسول الله صلي الله علية وسلم : "إن هذا في أصحاب ـ أو أصيحاب ـ له يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمى ".

ومن مظاهر الغلو في هذا العصر :

تكفير المجتمع على العموم ، حتى وصل الأمر ببعضهم أنهم كفروا من لا يوافقهم على أرائهم !!.

وهناك من يتوقف في الناس فلا يحكم عليهم بشيء حتى يتحقق من صحة عقيدتهم .

وهناك من يحرم الصلاة في مساجد المسلمين ، وبعضهم يقول : لا نصلى إلا وراء من نعرف عقيدته !!.

الدعوة الي العنف والخروج علي المسلمين بالسلاح ، وقتل الأبرياء وإثارة الفتن والقلاقل وعدم مراعاة حرمة دماء المسلمين.
يزعم بعضهم إن جماعتهم الوحيدة المسلمة في العالم !!.
رفض إجماع الأمة ، والطعن في أئمة الدين وانتقاص حقهم.
التشدد في الفرعيات : وهذا يقع في كثير من الدعاة . وهو التزامهم التشدد في كل الأمور ، وكأن الأحكام الشرعية عند هؤلاء أصبحت حكمين ، الحرام والواجب ،مع إن الأحكام الشرعية تنقسم إلي خمسة أقسام معروفة ، والشريعة الغراء مبنية علي التيسير والتخفيف ورفع الحرب .
قال تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ). ويا ليت هؤلاء أعذروا من خالفهم في هذه المسائل الفرعية ، وأحسنوا الظن بهم ووسعوا صدورهم لقبول الاختلاف في الرأي والاجتهاد ، ليتهم سلكوا هذا المسلك ، لهان الخطب حينئذ ، ولكن الواحد منهم يراى ما يتبناه من أمور اجتهادية بمنزلة وحي السماء ، وكل مخالف لها هالك أو ضال أو زائغ أو مبدع أو متبع لهواه ... الخ . إلى غير ذلك من مظاهر الغلو التي كان سببا في نفر الناس من التدين .

أسباب الغلو :
والغلو في الدين له عدة أسباب ، منها :
أولاً: قله التفقه في الدين :
" تجرأ بعض الناس علي إصدار الأحكام ـ خاصة في الأمر العقدية ـ من خلال نظرتهم غير المتعمقة في بعض الآيات القرآنية ، أو الأحاديث النبوية دون علم ببقية النصوص المتصلة بمناط الاستشهاد ، أو أخذهم بالمتشابهات وترك المحكمات ، أو بالجزئيات مع إغفال القواعد الكلية ، مع أن الواجب على كل من يتصدر للفتوى خاصة في الناحية العقدية أن يكون محيطا بالتأويل وأسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، و الأساليب اللغوية المختلفة مما يجعلنا نوصي لطلب العلم ، ونؤكد على أهمية الحرص علي التفقه في الدين والالتزام للتخصص الدقيق وقت الحاجة الضرورية فالعامل علي غير علم قد يفسد أكثر مما يصلح ، والأخذ بظواهر النصوص في كل حال كان من أهم الأسباب التي أوجدت الفرقة بين كثير من المسلمين"

قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:
" العامل علي غير علم كالسالك علي غير طريق ، والعامل علي غير علم ، ما يفسد أكثر مما يصلح فطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة، و اطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم ، فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم ، حتى خرجوا بأسيافهم علي أمة محمد صلي الله علية وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم علي ما فعلوه "

وفي ضوء ما سبق ندرك لماذا شدد الفقها علي التأني في الفتوى والتمهل في الحكم ، فقد كان " عمر بن الخطاب" رضى الله عنه وهو من هو ، لو عرضت علية مسألة يجمع لها أهل بدر . فليتقى الله أقوام ـ في هذا العصر ـ يتجرءون علي الفتوى : وتسورون أسوار النصوص بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. حتى يقول قائلهم : " إن الأفغان أشد خطرا من الشيوعيين لأن الأفغان أحناف وهم يقرءون خلف الأمام في الصلة !!. ألم يعلم هؤلاء إن صحابة رسول صلي الله علية وسلم اختلفوا فيما بينهم في أمور ومسائل ، ولم يحل ذلك بينهم وبين التحاب والتناصر وجهاد الخصوم الحقيقيين للإسلام والمسلمين معا ؟ !!.

ثانياً: الاستعلاء علي الغير بالعبادة :
قد يتخذ بعض الناس من عبادته سببا للاستعلاء علي غيرة ، وينظر إليهم نظرة فيها شيء من السخرية والتحقير ، ظننا منه أن العلماء تهاونوا في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يدرى ـ المسكين ـ أن جمهرة العلماء قرروا أن السكوت على المنكر مخافة الوقوع في منكر أكبر منه واجب تطبيقا لقاعدة : " ارتكاب أخف الضررين واجب " .

قال الشيخ بن باز ـ رحمة الله تعالى ـ : " شاع في هذا العصر إن كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من أخواتهم الدعاة المشهورين ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين يفعلون ذلك سرا في مجالسهم ، وربما ، سجلوه في أشرطة تنشر علي الناس ، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد ، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة ". منها ما يلي :

إنه تعد على خاصة المسلمين وهم الدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وأرشادهم للطريق المستقيم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم .

إنه تفريق لوحدة المسلمين ، وتمزيق لصفوفهم ، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة .

إن هذا العمل فيه مصلحة لأعدا ء الإسلام الذين لاهم لهم إلا الوقيعة بين علماء الأمة .

إن فيه إفسادا لقلوب العامة والخاصة وترويجا لأكاذيب والإشاعات الباطلة كما إن فيه سببا كبيرا للغيبة والنميمة ، وفتح أبواب الشر لضعاف النفوس .

إن معظم ما قيل لا حقيقة له ، وبعض الظن إثم ، وعلى المؤمن أن يحمل كلام أخيه على محمل حسن . يقول بعض السلف : (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ) .

والمسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاجتهاد ، لا يؤاخذ عليها ما دام المتحدث فيها آهلا للاجتهاد ، والأجدر بمن يجادله أن يجادله بالتي هي أحسن حرصا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ، ولا داعي للتهجم والتجريح والشطط في القول ، الذي ربما يدعو لرد الحق والأعراض عنه . وأخيرا نصح الشيخ ابن باز هؤلاء بالرجوع إلي دعاة الحق ، وطلبة العلم ، إذا أشكل عليهم أمر ليبينوا لهم حقيقته".
ثالثاً: فقدان الثقة في بعض العلماء
لقد كان لبعض العلماء موقف من الحكام والحكم يتسم بالسلبية ، ومهما كانت الأسباب التي كانت وراء هذه السلبية : فقد كان لها رد فعل علي الشباب أدى إلى عدم الثقة في أقوالهم فأخذ بعض الشباب يتجه إلى القرآن والسنة ليستقى منهما الأحكام مع عدم حصولهم علي المؤهلات التي تؤهلهم للاجتهاد ، فوقعوا في مثل هذه الأخطاء . وعلاج هذا الخلل يتم بسد تلك الفجوة ، ومد جسور المودة بين الشباب المتدين والعلماء العاملين .

رابعاً: الاقتصار على القراءة في كتب معينه دون غيرها
مما يؤدى ألي التعصب الذي يعمى ويصم ، مع أن كل إنسان يؤخذ من قولة ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم . والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .. فيجيب على المسلم أن يقرأ لجميع علماء الأمة حتى يستبين له الرأي و الرأي الأخر ،ثم يتبع الرأي الذي يشهد له الدليل ، هذا هو الأنصاف .

خامساً: منع حرية التدين :
منع حرية التدين ، من الأسباب الرئيسية في انتشار الغلو والتطرف ، لأن الناس فيهم تدين بالفطرة ، حتى الفاسق منهم لا يرضى المساس بحرمة الدين . إن هذا المنع يتخذ طرقا ووسائل مختلفة ، فاستعمال وسائل الإرهاب المختلفة والضغوط النفسية علي الشباب المسلم ، من أكبر أسباب انتشار الغلو ، إن الغلو يعشش وينمو في مثل هذه الأجواء "المشحونة" ومن تتبع نشأة بعض الفرق المغالية في هذا العصر يعلم ذلك .

إن الفكر لا تقاوم إلا بالفكرة ، واستخدام العنف وحده في مقاومتها قد لا يزيدها إلا توسعا ، ولا يزيد أصحابها إلا إصرارا عليها . إنما تعالج بالإقناع والبيان إقامة الحجة وإزاحة الشبهات .

سادساً: اتباع الهوى :
فاتباع الهوى يصد عن الحق .. ويعمى ويصم .. قال تعالى : ( أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقبله وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ).
قال عكرمة : أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهويه اتخذه إلها .
وقال الحسن بن الفضل : في هذه الآية تقدم وتأخير ، مجازة : أفرأيت من اتخذ هواه إلهه.
وقال الشعبي : إنما سمى الهوى هوى لأنه يهوى بصاحبه في النار .
وقال ابن عباس : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه ، قال تعالى: " واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وقال تعالى : " بل لتبع الذين ظلموا أهواءكم بغير علم فمن يهدى من أضل الله ) .
وقال تعالى : ( ومن أضل ممن هواه اتبع هواه بغير هدى من الله).
وقال تعالى : ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ).
وقد ذم النبي صلي الله عليه وسلم اتباع في قوله : " ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، فالمهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ، والمنجيات : خشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، والعد في الراضا والغضب ".
وقال سهل بن عبد اله : " هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك ".
وقال ابن دريد :

وكان إليها للخلاف طـريق إذا طالبتك يومــا بشهـوة
هواك عدو والخلاف صديق فدعها وخالف ما هويت فإنما

ولا بن الجوزي كتاب في " ذم الهوى " أفاد فيه وأجاد
وبالجملة : ما عبد تحت السماء إله أبغض إلى الله من الهوى !
وفي الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
هذه بعض أسباب الغلو في الدين .

سابعاً: ذم التفريط :
واعلم أن الإسلام كما ذم الغلو ، فقد ذم التفريط وإضاعة الفروض ، وإهدار السنن باسم " الدين يسر "!!.
فيسر الإسلام لا يعنى التفريط في أوامره ، وترك حدوده الله واقتحام محارمه . لقد زين الشيطان للناس اليوم أن المحافظة على أداء الصلوات .. والدعوة إلى تحكيم الشريعة ، وإلزام المرأة بالحجاب تزمت وتطرف وتضييق !! وان مخالفة أحكام الله ، والعرى ، وترك الصلوات ، والتعامل بالربا يسر ورفق !!...وضاع الشيطان العقول على هذا الانحراف واتبعوه !!.

قال ابن القيم : " فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة . وإما إلى إفراط وغلو . ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين جبلين ، والهدى بين ضلالتين "

فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
[/center]
[center][/center]
[center][/center]
[center]صورة[/center]



السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الاثنين مايو 31, 2010 6:50 am، عدل 2 مرات

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:12 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34
[center]التحذير من الكذب
عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه ،قال : دعتني أمي يوما ،ورسول الله صلي الله علية وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت: ها تعال أعطلك ، فقال لها رسول الله صلي الله علية وسلم : (ما أدرت أن تعطيه ؟ ) . فقال لها رسول الله صلي الله علية وسلم : ( أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة ! ).

أخي المسلم : اعلم أن الكذب من قبائح الذنوب ، وفواحش العيوب . قال إسماعيل بن واسط : سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يخطب بعده وفاة رسول الله صلي الله علية وسلم فقال :قام فينا رسول الله صلي الله علية وسلم مقامي هذا عام أول ـ ثم بكي ـ وقال : (إياكم والكذب فإنه مع الجور وهما في النار )

تعريف الكذب :
الكذب :هو الكلام علي خلاف الحقيقة ،وهو :أصل الذي بني علية النفاق ! . وهو محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة . هذا ، والإسلام لاحترامه الشديد للحق ، طارد الكذابين ، وشديد عليهم بالنكير . عن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلي الله علية وسلم من الكذب ، ما اطلع علي أحد من ذلك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة ) ولا غرو فلقد كان السلف الصالح يتلاقون علي الفضائل ويتعارفون بها ، فإذا أساء السيرة وحاول أن ينفرد بمسلك خاطئ بدا بعمله هذا كالأجرب بين الأصحاب فلا يطيب له مقام بينهم حتى يبرأ من علته !!. وبالجملة : فالكذب رذيلة محضة تنبئ عن تمن الفساد في نفس صاحبها !!.

أنواع الكذب :
اعلم ـ أخي الكريم ـ أن الكذب ثلاثة أنواع : النوع الأول : الكذب علي الله :
وبعد هذا النوع أفحش أنواع الكذب ، وأعلاه : (أ) أن يجعل الإنسان مع الله إلها آخر :
قال تعالي : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين ).

(ب) تكذيب الله تعالي فيما أخبر :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال : (قال تعالي : كذبني ابن آدم ، ولم لم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك . فأما تكذيبه إياي ، فقوله :لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته . وأما شتمه إياي ،فقوله :اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوا أحد )

(ج) تحريم ما أحل ، أو تحليل ما حرم :
قال تعالي : ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم علي الله تفترقون وما ظن الذين يفترون علي الله الكذب يوما القيامة ....).

النوع الثاني :الكذب علي الرسل :
قال رسول الله صلي الله علية وسلم : (إن كذبا علي ليس ككذب علي أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار ) ويدخل في نطاق هذا الافتراء، سائر ما ابتدعته الجهال ، وأقحموه في دين الله من محدثات لا أصل لها ، عدها العوام دينا ، وما هي بدين !! وقد نبه النبي صلي الله عليه وسلم أمته إلى مصادر هذه البدع المنكرة ، وحذر من الانقياد إلى تيارها ، وتمسك المسلمين بأي كتابتهم وسنة سلفهم ، قال : (يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم ، لا يضلونكم ولا يفتنوكم ) .
قلت : رأينا بعضهم ، وسمعنا أحاديثهم وهم يكذبون السنة الصحيحة وينكرون عذاب القبر ونعمته ، والشفاعة ، وحد الردة ، ويقولون : (إن حجاب المرأة بدعة يهودية )! ، ودولة الخلفاء الراشدين كانت علمانية !! وغير ذلك من الأضاليل والأباطيل .

النوع الثالث : الكذب علي الناس :
أحصي الشارع الحكيم مز الق الكذب ، وأوضح سوء عقباها ، حتى لا يبقي لا حد منفذ إلي الشرود عن الحقيقة ، أو الاستهانة بتقريرها . فالمرء قد يستسهل الكذب حين يمزج حاسبا أن مجال الله لا خطر فيه !! هنا يقول النبي صلي الله عليه وسلم : (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له ، ويل له ) ويدخل في نطاق الكذب علي الناس : شهادة الزور ، وإنفاق السلعة بالخلف الكاذب ، والغش في البيع والشراء ..الخ .

قال صلي الله علية وسم : (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كذب ) ونظرا لما يترتب علي الكذب من أضرار ، أوصي الإسلام بغرس الصدق في نفوس الأطفال حتى يثبوا عليها ، وقد ألفوها في أقوالهم وأحوالهم كلها ، لذا قال النبي صلي الله علية وسلم لأم عبد الله بن عامر : ( أما إنك لو لم تعه شيئا كتبت عليك كذبة ).
[/center]
[center]النهي عن الإطراء :
(هناك فريق من الناس يتخذ المدائح الفارغة بضاعة يتملق بها الأكابر ويصوغ من الشعر القصائد المطولة ، ومن الثر الخطب المرسلة ، فيكيل الثناء جزافا ويهرف بما لا يعرف وربما وصف بالعدالة الحكام الجائزين .. ووصف بالشجاعة الأغبياء الخوارين ، ابتغاء عرض من الدنيا ند هؤلاء وأولئك . هذا الصنف من الأذناب الكذبة ، أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بمطاردتهم ، حتى يرجعوا من تزويدهم ، بوجوه عفرها الخزى والحرمان .

عن أبي هريرة ،قال : (أمرنا رسول اله أن نحثو في وجوه المداحين التراب ). وقد ذكر شراح الحديث : أن المداحين المعنيين هنا : ( هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة ، ستأكلون به الممدوح ، فأما من مح علي الأمر الحسن والفعل المحمود ـ ترغيبا في أمثاله، وتحريضا للناس علي الاقتداء به ـ فليس بمداح ). والحدود التي يقف عندها المسلم ، ويخرج بها من تبعة الملق والمبالغة ، وينتفع بها ممدوحة ، فلا يزله إلى العجب والكبرياء ، قد بينها النبي صلي الله علية وسلم .

أثني رجل علي رجل عند رسول الله ، فقال له : (ويحك قطعت عنق صاحبك ) ـ قالها ثلاثا ـثم قال : (من كان مادحا أخاه لا محالة فليقل : أحسب فلانا ـ والله حسيسة ولا يزكي علي الله أحد ـ أحسب فلانا كذا وكذا ، إن كان يعلم ذلك منه )

أخي المسلم : ويمتد التحذير من الكذب ليشمل كل أنواع المعاملات :
قال رسول الله صلي الله علية وسلم : (البيعان بالخيار مال يتفرقا ، فإن صدق البيعان وبينا بورك لهما في بيعها ، وإن كذبا وكتما فعسي أن يرجا ربحا ما ، ويمحق بركة بيعهما ، اليمن الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للكسب ).
وعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ).
قال : فقرأها رسول الله صلي الله علية وسلم ثلاث مرات ، فقلت : خابوا وخسروا ، ومن هم يا رسول الله ؟
قال : ( المسبل ، والمنان ، والمنفق سلعته بالخلف الكاذب )
ولا يجوز للبائع أن يغطي عيب بضاعته .
قال رسول الله صلي الله علية وسلم : ( لا يحل لا مريء مسلم يبيع سلعته ، يعلم أن بها داء إلا أخبر به ).
وكذلك الحيف في (الشهادة) من أشنع الكذب ، وأضره علي الإنسان
قال تعالي : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الو الدين و الأقربين إن يكن غناء أو فقيرا فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) .
إن التزوير كذب كثيف الظالمات، إنه لا يكتم الحق فحسب ، بل يمحقه ليثبت مكانه الباطل ، وخطره علي المجتمع شديد مبيد ، وهو دليل علي فساد الباطن .
قال تعالي : ( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليهم ).
هذا وعلي المسلمين أن يجعلوا من كلمتهم قانونا مرعي الجانب ، يقفون عنده ويستمسكون به ، فإنه لمن المؤسف أن تكون الوعود المختلفة ، والحدود المائعة عادة مأثورة عن كثير من المسلمين ، مع أن دينهم جعل الوعود الكاذبة أمارة النفاق !!.
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلي الله علية وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كان فيه مخلصة منهن كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).

( قصة مؤثرة ):

[/center][center]قال الشيخ (عبد القادر الجيلاني):
بنبت أمري علي الصدق ، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم ، فأعطي أمي أربعين دينار ، وعاهدتني علي الصدق .ولما وصلنا أرض (مهدان ) خرج علينا عرب ، فأخذوا القافلة ، واحد منهم وقال : ما معك ؟.
قلت : أربعون دينار ، فظن أني أهزأ به ،فتركني . فرآني رجل آخر فقال ما حملك علي الصدق ؟
قلت: عاهدتني أمي علي الصدق ، فأخاف أن أخون عهدها . فصاح باكيا ، وقال : أنت تخاف أن تخون عهد أمك ، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله !!. ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة ، وقال: أنا تائب لله علي يديك .
فقال من معه : أنت كبيرنا في قطع الطريق ، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة . فتابوا جميعا ببركة الصدق وسببه .

أثار في النهي عن الكذب :
يروى أن موسى علية السلام قال : يا رب أي عبادك خير لك عملا ؟
قال : ( من لا يكذب لسانه ، ولا يفجر قلبه ، ولا يزني فرجة ).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (أحبكم إلينا ما لم نركم : أحسنكم اسما ، فإذا رأيناكم فأحبكم إلينا أحسنكم خلقا فإذا اختبرناكم فأحبكم إلينا أصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة )
وقال علي رضى الله عنه : ( أعظم الخطايا عند الله : اللسان الكذوب ، وشر الندامة : ندامة يوم القيامة ).
وقال الشعبي ـ رحمة الله تعالي ـ (ما أدرى أيهما أبعد غورا في النار الكذاب أو البخيل ).
وقال مالك بن دينار ـ رحمة الله تعالي ـ : قرأت في بعض الكتب : (ما من خطيب إلا وتعرض خطبته علي عمله فإذا كان صادقا صدق ، وإن كان كاذبا قرضت شفتاه بماقريض من نار كلما قرضتا نبتتا !!.)
وقال ـرحمة الله ـ : ( الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه ).
ما رخص فيه من الكذب :
اعلم أن الكذب لي حراما لعينه بل لما فيه من الضرر علي المخاطب أو علي غيره ، فإن أقل درجاته أن يعتقد المخبر الشيء علي خلاف ما هو علية فيكون جاهلا ، وقد يكون الكذب مأذونا فيه وربما كان واجبا .
قال ميمون بن مهران ـ رحمة الله ـ : الكذب في بعض المواطن خير من الصدق ، أريت لو أن رجلا سعي خلف إنسان بالسيف ليقتله فدخل دار فانتهي إليك فقال : أرأيت فلانا ؟ ما كنت قائلا ؟ ألست تقول : لم أره ؟ وما تصدق به . وهذا الكذب الواجب .

قلت : وفي الحديث : عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال : (من حمى مؤمنا من منافق أراه قال : بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جنهم ...) فمهما كان لا يتم مقصود الحرب أو إصلاح ذات البين أن استمالة قلب المجني عليه إلا بكذب فالكذب مباح ، إلا أنه ينبغي أن يحترز منه ما أمكن ، لأنه إذا فتح باب الكذب علي نفسه فيخشى أن يتداعى إلى ما يستغني عنه والي ما لا يقتصر على حد الضرورة ، فيكون الكذب حراما في الأصل إلا لضرورة.

وعن أم كلثوم قالت : ما سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم رخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الرجل يقول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها . قلت : قوله : ( والرجل يحد امرأته ...) أي : من أجل أن يرضيها ، أو يستميل قلبها إليه ، وكذلك بالنسبة لها يجوز لها أن تنتقى من الكلام أحسنه ،أو تضفي عليه أوصافا لم يصل إليها ، تأليفا للقلوب ، وترطيبا للحياة بين الزوجين .

أخي : أما ما عدا ما رخص فيه من الكذب فهو حرام يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار . ويكفى الكذب ذما أنه صفة متأصلة في اليهود!!.
قال تعالى : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ).
وهو من ذنوب إبليس !. قال تعالي : (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين J فدلاهما بغرور ).
فيا أخا الإسلام : عليك بالصدق ، واعلم أنك إذا طلبت الله بالصدق آتاك الله مرآة بيدك حتى تبصر كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة . (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).
[/center][center]اللهم طهر قلوبنا من النفاق ، وأعيننا من الخيانة ، وألسنتنا من الكذب . [/center]
[center]صورة[/center]



السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الاثنين مايو 31, 2010 6:52 am، عدل 2 مرات

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:13 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34
[center][/center][center]التحذير من النميمة
عن ابن عباس رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله علية وسلم مر بقبرين يعذبان ، فقال : (إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله أخي المسلم : في هذا (الحديث ) تحذير شديد من عملين كبيرين تسبب كل واحد منهما في تعذيب صاحبه في قبرة :
الأول :النميمة .
والثاني : عدم الاستتار من البول .
وحديثنا يدور ـ هنا ـ حول (النميمة) ما هي النميمة ؟ وما أدلة تحريمها ؟. وما الأسباب الباعثة عليها ؟. ومتى تجوز ؟. وما موقفنا من أهلها ؟. هذا ما سوف نفصله على السطور القادمة ـ إن شاء الله ـ .
النميمة : هي نقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم .. فالنمام يعمل جاسوسا لحساب الشيطان !!. فإذا كان الشيطان يريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين .. فصاحب النميمة ذراعه في ذلك .. وسهمه الصائب في هذا المضمار . فكم من دماء سفكت بسبب وشاية كاذبة !. وكم من بيوت انهارت وأرحام قطعت بسبب كلمة فاجرة غادرة . لذا فالنميمة عند الله أشد من قتل النفس !!. قال تعالي : (والفتنه أشد من القتل ).
[/center]

[center]أدلة تحريمها :
النميمة حرام بإجماع المسلمين ، وقد ظاهرت علي تحريمها الدلائل الشرعية من الكتاب والسنة :
قال تعالى : (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ) قال عبد الله بن البارك ـ رحمة الله ـ :الزنيم : ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث .
وقال تعالى : (ويل لكل همزة لمزة ) قيل : الهمزة : النمام .
وقال تعالى : (وامرأته حمالة الحطب ). قيل : كانت نمامة حمالة للحديث .
وقال صلى الله علية وسلم ( لا يدخل الجنة نمام ). وفى رواية : (قتات ). قال الحفظ المنذرى : والقتات والنمام بمعنى واحد، وقيل النمام : الذي يكون مع جماعة يتحدثون حديثا فينم عليهم . والقتات : الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم .
وعن أبى هريرة قال : كنا نمشى مع رسول الله صلى لله علية وسلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه ، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه ، فقلنا : ما لك يا رسول الله ؟.
فقال : (أما تسمعون ما أسمع ؟ ) .
فقلنا : وما ذاك يا نبي الله ؟
قال : ( هذان رجلان يعذبان في قبورهم عذابا شديدا في ذنب هين ).
قلنا : فيم ذاك ؟.
قال : (كان أحدهما لا يستنزه من البول ، وكان الآخر يؤذى الناس بلسانه ، ويمشى بينهم بالنميمة ).
فدعا بجريدتين من جرائد النخل ، فجعل في كل قبر واحدة ،
[/center][center] قلنا: وهل ينفعهم ذلك ؟
قال : ( نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبين ).
قال الإمام المنذرى رحمه الله ـ: ( قوله : في ذنب هين ) أي هين عندهما ، وفي ظنهما ، لا أنه هين في نفس الأمر ، فقد تقدم في حديث ابن عباس قوله صلي الله علية وسلم (بلي إنه كبير )، وقد أجمعت الأمة علي تحريم النميمة ، وأنهما من أعظم الذنوب عند الله تعالي ).

وقال صلى الله علية وسلم : (خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ، وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبراء العنت )
الأسباب الباعثة علي النميمة :
الأسباب الباعثة علي النميمة ، كثيرة نذكر منها سببين :
الأول : فساد القلب وظلمة السر وسوء الطوية .
والثاني : الحقد الدفين .

متى تجوز النميمة ؟ :
تجوز النميمة لمصلحة شرعية .. كأن يكون هناك تأمر ضد الدولة مثلا من جهة معادية ، أو تأمر يستهدف عرض مسلم أو ماله أو أرضه أو دمه وسمعت عن هذا التآمر فواجب عليك (شرعا ) تحذير المستهدف من هذا الخطر . وفي الحديث : (من حمى مؤمنا من منافق بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيانة من نار جهنم ). وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه عبد الله بن أبى يقول : ( لا تنفقوا علي من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل ). فذكرت ذلك لعمي ـ أو لعمرت ـ فذكره للنبي صلى الله علية وسلم فدعاني فحدثته ، فأرسل رسول الله صلي الله علية وسلم إلى عبد بن أبى وأصحابه فحلفوا ما قالوا ، فكذبني رسول الله صلي الله عليه وسلم وصدقه ، فأصابني هم لم يصبني مثله قط ، فجلست في البيت ، فقال لي عمى ما أردت إلى أن كذبك رسول اله صلي الله علية وسلم ومقتك ، فأنزل الله تعالي : (إذا جاءك المنافقون ) فبعث إلى النبي صلي الله علية وسلم فقرا فقال : (إن الله صدقك يا زيد )

كيف نتعامل مع أهل النميمة ؟
قال الأمام الغزالي ـ رحمة الله تعالى ـ ما مختصره : (كل من حملت إليه النميمة ،وقيل له : إن فلانا قال فيك كذا وكذا ، أو فعل في حقك كذا ،أو هو يدبر في إفساد أمرك ، أو في ممالأة عدوك أو تقبيح حالك أو ما يجرى مجراه ، فعليه ستة أمور :
الأول : أن لا يصدقه لأن النمام فاسق ، وهو مردود الشهادة . قال تعالى : ( إن جاءكم فاسق بنا فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ....)
والثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله . قال تعالى : ( وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر ).
والثالث : أن يبغضه في الله تعالي فإنه بغيض عند الله تعالي ويجب بغض من يبغضه الله تعالي .
الرابع : أن لا تظن بأخيك الغائب السوء لقوله تعالي : (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ).
الخامس : أن لا يحملك ما حكى لك علي التجسس والبحث لتتحق ، اتباعا لقوله تعالي : (ولا تجسسوا ) .
السادس : أن لا ترضي لنفسك ما نهيت النمام عليه ، ولا تحكي نميمته فتقول : فلان قد حكى لي كذا وكذا ، فتكون به نماما ومغتابا ، وقد تكون قد أتيت ما عند نهيت .
وقد روى عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) .وإن شئت عفونا عنك ؟
فقال : العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا .
وقال الحسن : (من نم إليك ، نم عليك ).
وقال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسوارى ما يزال يذكرك في قصصه بشر ، فقال له عمرو : يا هذا ما رعيت حق مجالسه الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن يعمنا ، والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا والله يحكم بيننا وهو خير الحاكمين . وعلي الجملة : فشر النمام عظيم.

(حكاية) :
قال حماد بن سلمة : ( باع رجل عبدا وقال للمشترى : ما فيه عيب إلا النميمة .
قال : رضيت . فاشتراه ، فمكث الغلام أياما ثم قال لزوجة مولاه : إن سيدي لا يحبك وهو يريد أن (يتزوج عليك ) أو يتسرى عليك فخذي الموسى واحلقي من شعر قفاه عند نومة شعرات حتى أسحره عليها فيحبك . ثم قال للزوج : إن امرأتك اتخذت خليلا وتريد أن تقتلك ، فتناوم لها حتى تعرف ذلك ، فتناوم لها .. فجاءت المرأة بالموسى ، أنها تريد قتله فقام إليها فقتلها ، فجاء أهل المرأة فقتلوا الزوج ، ووقع القتال بين القبلتين !!). فهيا أيها المسلم : إذا ما عرفت هذا الخطر .. فكن منهم على حذر .. ولا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
[/center][center]أعاذنا الله وإياكم من شر كل ذي باغ وحاقد [/center][center]صورة[/center]



السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الاثنين مايو 31, 2010 7:04 am، عدل 3 مرات

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 11:14 am 
غير متصل
عضو جديد
عضو جديد
اشترك في: الخميس إبريل 22, 2010 8:58 am
مشاركات: 34
[center]حكم الإسلام في الرشوة
عن أبى حميد الساعدى رضي الله عنه قال : استعمل النبي صلي الله علية وسلم رجلا من الأزد يقال له : "ابن اللتبية " على الصدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم ، وهذا أهدى إلى !!.
قال : فقام رسول الله صلي الله علية وسلم ،فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
"أما بعد :
فإني أستعمل الرجل منكم علي العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول : هذا لكم وهذا هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله بحمله يوم القيامة فلا أعرفن أحدكم منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر "، ثم رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يقول : "اللهم هل بلغت ".

أخي المسام : في هذه " الوصية " يحذر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم من استغلال المناصب ، وينكح جماح كل من ولاه الله تعالى منصبا عن أموال الناس وهداياهم ، ويبين فيها : أن من استعمل علي عمل فمد يده لهدايا الناس أو أموالهم فهو آثم ومرتش

تعريف الرشوة :
الرشوة : ـ بفتح الراء وكسرها ـ هي ما يمده المحتاج من مصانعة ومال ونحوه لنيل حاجة متعذرة .
"أو هي :ما يدفعه ظالم لأخذ حق ليس له ، أو لتفويت حق علي صاحبه انتقاما منه ومكرا به ، وللحصول علي مناصب ليس جديرا به ، أو عمل ليس أهلا له .
والرشوة : مأخوذة من الرشا أو الرشاء وهو " الدلو " أو "الحبل الذي يدلى ف البئر من أجل الحصول علي الباقية .
فهو يمد للحاكم حبال مودته الكاذبة من أجل أن ينال ما يريد منه بأيسر طريق ، وأخس وسيلة غير مبال بما يترتب علي ذلك من العواقب المهلكة والجرائم المزرية بالأخلاق والقيم " .
وهى : ضرب من ضروب أكل أموال الناس بالباطل ، وهى ماحقة للبركة ومزيلة لها .
والراشي: المعطي للرشوة .
والمرتشي : الآخذ لها .
والرائش : الوسيط بينهما .

تحريم الرشوة بالكتاب والسنة :
جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحذر من الرشوة ، ومن أكل أموال الناس بالباطل :

قال تعالى : " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحاكم لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ".
أي : لا تدلوا بأموالكم إلى الحاكم ، أي لا تصانعوهم بها ولا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقا لغيركم وأنتم تعلمون أنه لا يحل لكم .

وعن أبى أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له عليها هدية فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا ".

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم " .؟ رواه الترمذى وحسنه وابن حبان في "صحيحة " والحاكم ، وزادوا : "والرائش " .

وعن عبد اله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لعنه الله علي الراشي والمرتشي ".

ومن الآثار قال ابن مسعود رضي الله عنه : " الرشوة في الحكم كفر ، وهي بين لناس سحت ".
وعنه رضي الله عنه ، قال : " السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضي فيهدى إليك هدية فتقبلها منه " .
أنواعها :
الرشوة ثلاثة أنواع :
النوع الأول : ما يتوصل به إلى أخذ شيء بغير حق كالتي يدفعها الجاهل الآثم ن لحاكم أو مسئول من أجل الحصول علي إعفاء من شيء وجب عليه أداؤه ، أو للحصول علي شيء قبل أوانه ، أو من أجل ترويج سلعة فاسدة ، أو من أجل أن يحظى بصيد ثمين في مزاد علني أو مناقصة عالمية ، وما أشبه ذلك من الأمور التي يترتب عليها أكل أموال الناس بالباطل . وهذا النوع هو من أشد الأنواع جرما وأعظمها إثما وأكبرها خطرا على المجتمع .. قال الله تعالى : " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحاكم لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون " .

النوع الثاني : ما يتوصل به إلى تفويت حق على صاحبه انتقاما منه بدافع من الغيرة والحسد وما إلى ذلك . وهو قريب من النوع الأول بل هو داخل فيه . وهل هناك شيء أكبر جرما من ظلم الأخ لأخيه بمثل هذه الوسيلة المخزية المردية ؟! ليس في العالمين أخبث سريرة ، وأسوأ سيرة من ذلكم المحتال على الحاكم ، لحماهم على تضييع الأمانة ، وتفويت الحقوق على مستحقيها .
النوع الثالث : ما يتوصل به إلى منصب أو عمل وهو حرام بإجماع الأمة ....وتشتد الحرمة إذا كان الراشي ليس جديرا بهذا المنصب ، ولا أهلا لذاك العمل " .

متى تجوز الرشوة:
أجاز العلماء دفع الرشوة من أجل رفع ظلم أو رد حق ، شريطة أن يتيقن من أنه لا يستطيع التوصل إلى دف هذا الظلم أو ر هذا الحق إلا إذا دفع رشوة لمن بيده القدرة علي ذلك . والإثم هنا يقع على الآخذ دون المعطي . وذلك لأن المشقة تجلب التيسير .. والله تعالى يقول : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ". ورفع الحرج له أصل في أصل في الشريعة ، شريطة أن تقدر الضرورة بقدرها . وقال تعالى : " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " . فهذه الآية عامة تشمل بعمومها كل مضطر معرض للخطر المحقق ،والضرر المحدق . ولا يجوز أن تتسع دائرة الإباحة في هذا الأمر لتشمل كل اضطرار فهناك ضر خفيف لا يقاوم إثم الرشوة وما يترتب عليها من غضب وعقاب ! وبالجملة : فالإنسان أبصر بنفسه ، وهو المسئول وحده عن تصرفه بين يدي الله يوم القيامة ، هل كان معذورا أم لا ؟ والسعيد من أعد للسؤال جوابا . فإذا تعرض لدفع رشوة وهو كاره ، ومضطر فلا جناح عليه عند جمهور العلماء ، ولكن عليه أن يتبع السيئة بالحسنة . أما المرتشي فإن عليه من الوزر ما تقشعر منه القلوب والأبدان . إن ذنب الرشوة لا يقل عن الربا لما فيها من استغلال القوى للضعيف ، والحاكم للمحكوم ، ولما يترتب عليها من ضياع للحقوق وإفساد للذمم وإغطاط الأخلاق .

وقال الحافظ الذهبي : ـرحمه الله تعالى ـ: "قال العلماء .... وإنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية مسلم ، أو ينال بها ما لا يستحق . أما إذا أعطى ليتوصل إلى حق له ويدفع عن نفسه ظلما فإنه غير داخل في اللعنة . وأما الحاكم فالرشوة عليه حرام أبطل بها حقا أو دفع بها ظلما . وقد روى من حديث آخر : " إن اللعنة على الرائش " أيضا وهو الساعي بينهما ، وهما تابع للراشي في قصده ، إن كان خيرا لم تلحقه اللعنة وإلا لحقته " وبالجملة : فالرشوة من أجل دفع الضرر ورد الحق الضائع جائزة شرعا وعرفا بشرطين .
الأول : تيقنه من استحالة نيل حقوقه إلا بها (وتكون بقدر الضرورة فقط ) .
والثاني : ألا يستحل ذلك ، بل يستنكره في نفسه على الأقل ، ويستغفر الله تعالى .

أخي المسلم : لقد سمعت عن عقوبة الراشي والمرتشي والرائش في الآخرة وهي اللعن والطرد من رحمة الله . وسمعت شيئا عن مفاسدها في المجتمع ، أفلا يكون في ذلك ، راعا عنها لكل مؤمن يخشى الله ويخاف عقابه ، ولكل مخلص يحافظ علي دينه ومجتمعه ؟!. كيف يرضي مسلم أن يعرض نفسه لغضب الله وعقوبته ؟ بل كيف يرضي أن يخون دينه وأمانته ؟. هل يليق بمؤمن يعرف الله ويوقن باليوم الآخر أن يسعى في فساد المجتمع وإبادته ؟!.

إن الرشوة : " تطمس الحق ، وتحجب العدل ، وتكون سببا في ضياع الحقوق وإعطاء من لا يستحق ما ليس له ، كما تساعد على إخفاء الجرائم ، وتستر القبائح ، وتقلب الوقائع . وقد تقدم غير الكفء على الكفء ، وترفع الخامل ،وتخفض المجد ، وتنفع الغنى القادر وتضر الفقير المحتاج وقد تجلب لبلاد المسلمين المواد الفاسدة والمخدرة والسموم والمحرمات وتتيح التجسس ويحل الغش محل الإخلاص ، والخيانة محل الأمانة ... وما ترتب على ذلك من المفاسد والآثار البالغة السوء على الأفراد والجماعات والأمة الإسلامية ، ولهذا كانت الرشوة في نظر أهل الدنيا جريمة يعاقب عليها القانون ، وخيانة وطنية ، وهي في نظر الشرع إثم عظيم ، وقد تكون وسيلة للكفرـوالعياذ بالله ـ إذا أحلت حراما وحرمت حلالا وهذا ما ينطق به الواقع المؤلم !!!. فما فشت الرشوة في أمة إلا وحل فيها الغش محل النصح ، والخيانة محل الأمانة ، والخوف محل الأمن ، والظلم محل العدل . فالرشوة مهدرة للحقوق ،معطلة للمصالح ، مجرئة للظلمة والمفسدين . ما فشت في مجتمع إلا وآنت بهلاكه". والخلاصة :

1ـ التحذير من الرشوة والإعانة عليها .قال تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ".

2ـ الرشوة سبب مباشر لعدم إجابة الدعاء ، لأن الحرام يوصد أبواب السماء أمام الداعي !! وفى "صحيح مسلم "حين ذكر النبي صلي الله علية وسلم " الرجل يطيل السفر أشعت أغير يمد يديه إلى السماء يا رب ، وطعمه من حرام ، ومشربه من حرام ، وملبسة من حرام ، وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟!".

3ـ الرشوة سبب مباشر لدخول النار. ففي " صحيح البخاري ": أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:"إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة "وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "إن الله عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله عز وجل يعطى الدنيا من يجب ومن لا يجب ، ولا يعطى الدين إ من أجب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ، ولا يكسب مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ، ولا يتصدق به فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ،ولكن يمحو السيئ بالحسن.إن الخبيث لا يمحو الخبيث

4 ـ الرائش يعين المرتشي على الظلم ، والله تعالى يقول : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ". وقال مكحول الدمشقي ـ رحمه الله تعالى ـ: "ينادى مناد يوم القيامة : أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى أحد مد لهم حبرا أو حبر لهم دواة أو برى لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في جهنم " .

5 ـ الرشوة تؤدى إلى اختلال ميزان العدالة في المجتمع ، وإحداث خلل فيه ، قد يؤدى إلى ضياعه وانهياره . قال الشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:" إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة!".
6- الهدايا التي تقدم للموظفين من الرعية ، تعد رشوة مقنعة ، لذا أنكر النبي صلي الله عليه وسلم على " ابن اللتبية " قائلا : " أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حق إلا لقي الله يحمله يوم القيامة." الحديث

7ـ وجوب محاسبة الموظفين والقائمين على أعمال داخل الدولة أو خارجها من جهة ولاة الأمور إذا حدث تجاوز كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم مع " ابن اللتبية "
ضمائر الأبرار :
سطر الأنبياء والصالحون مواقف مشهودة في يقظة الضمير ، ونظافة السيد والاستعلاء على الشهوات والشبهات :

فها هو " سليمان علية السلام " يرفض الرشوة في إباء واستعلاء ، فعندما قالت "ملكة سبأ ": "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ". ماذا فعل "سليمان علية السلام "؟. قال الله تعالى : "فلما جاء سليمان قال آتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ". صمود مبارك أمام الإغراء .

[/center][center]وعن سليمان بن يسار .أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يبعث ابن رواحه إلى خيبر فيخرص بينه وبين يهود ، فجمعوا حليا من نسائهم ، فقالوا : هذا لك وخفف عنا !!.
قال : يا معشر يهود ! والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلى ، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم ، والرشوة سحت .
فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض .
فيا أخا الإسلام : كن حارسا على دينك وضميرك ، واحرص على أخرتك ومصيرك ، " ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ". " اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، واكنفنا بركنك الذي لا يرام ، فلا نهلك وأنت رجاؤنا ".

اللهم اصلح احوالنا واحوال المسلمين
وصلى اللهم على سيدنا محمد النبى الامى الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم

وبارك الله فيكم
[/center][center]نسألكم الدعاء[/center][center]صورة[/center]



السيد عبد الناصرقاسم البرهاني



آخر تعديل بواسطة البرهاني في الاثنين مايو 31, 2010 7:14 am، عدل 1 مرة

أعلى
رد مع اقتباس


 عنوان المشاركة: Re: وصــــــــايـــــــا النبـــــــى صلـــــى اللــــه عليـ
مرسل: الاثنين مايو 24, 2010 10:13 pm 
غير متصل
مراقب عام
مراقب عام
اشترك في: الاثنين إبريل 05, 2010 7:23 pm
مشاركات: 13047
مكان: المنصورة
جزاك الله خيرا

موضوع قيم يستحق التثبيت



دورة تعلم الكروشيه من البداية وحتى الإحتراف

صورة



أعلى
رد مع اقتباس


إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى
لهلوبه - أعلى

Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group
ترجم بواسطة phpBBArabia
phpbb_seo